رواية لحن الحياة. بقلم سهام صادق
أخر عجيب .. شعور يترجمه عقله أنه ليس الا تقدير وفهم لنواياها
احكيلي الحاډثة ديه حصلت أزاي
فلمعت عيناها وهي تتذكر كيف في البداية وصلت لمكتب صاحب الشركه بأسمه واقحمته في الأمر
وشحب وجهها وهي تتخيل الرجل يخبر جاسم بأستغلالها أسمه
هحكيلك بس
مهرة
ففركت يداها بتوتر وهي تلتف إليه مجددا .. تنظر الي ملامح وجهه تري إذا كان هادئ ام
الا أنه اتجه نحو مقعده وجلس عليه .. ينظر أمامه ولا تعلم اذا كان ينظر إليها ام لشئ أخر
وأخذت تدور بعينيها في المكان متسائله وهي تشير للباب
أمشي
ولم تجد منه رد .. فقررت أن تغادر من نفسها فيبدو أنه لا يطيق وجودها حاليا
انا سمحتلك تمشي
فتجمدت في وقفتها من نبرة صوته الغاضبه
فتمتمت بضيق
لاء
ليتنهد جاسم بيأس منها ومن حماقتها
مني قالتلك عن ناصر ده إنسان سئ.. روحتي شركته ليه
وكادت ان تبرر سبب ذهابها الا أنه تابع بقسۏة
هتفضلي متهوره لحد أمتي .. مبتفكريش في النتايج اللي ممكن تحصلك
فحدقت به بضيق هي تعلم ان حساباتها تلك المرة أخطأت بها فلم تجمع المعلومات الكافية عن خصمها ولم تملك السلاح القوي لمواجهته
فنهض جاسم من مقعده وهو ينظر إليها من رأسها لقدميها
مهرة ناصر المحمدي راجل تاجر سلاح ...شركته ديه مجرد غسيل أموال
وتابع وهي يتذكر اقحامها لأسمه
هنسي أنك قبلتيه بأسم شركتي وهعدي الحكايه ده وتابع وهو ينظر إليها
بلاش عند وسيبي القضية ديه
مش هتخلي عن القضية ديه .. ذنب ايه أسرة تتشرد عشان راجل معندهوش ضمير
وأقتربت وهي تحدق به بنظرات متحديه
وشكرا علي نصيحتك
وخطت خطوه مبتعدة عنه الا أنها وجدت يده تجذبها پعنف
دماغك ديه هتقضي عليكي في يوم
فدفعت مهرة يده عنها .. وهي تضغط علي أسنانها بقوه
ونظرت نحوه لتجده مغمض العينين وانفاسه تتسارع من شدة مجادلته معها
يبقي مش هتتصرفي خطوه غير وانتي مع أستاذ فؤاد المحامي
قالها وهو يمسح علي وجه بفتور
اكيد عرفاه طبعا
فلمعت عيناها بسعاده .. فؤاد منصور استاذها الجامعي الذي أحبت مهنتها بسببه
وعندما وجدها صمتت علم بموافقتها .. فزفر أنفاسه بأرهاق
روحي ارتاحي ولو عايزه اجازه معنديش مشكله
وعاد يجلس على مقعده يتابع عمله .. وفاقت من شرودها وأنصرفت لتنصدم ب ياسر الذي كان على وشك الدخول لجاسم
مالك يامهرة
سألها ياسر متعحبا من هيئتها
حاډثة بسيطه ياأستاذ ياسر متقلقش
فحرك ياسر رأسه بتفهم .. ثم دخل لجاسم
فنظرت لها مني متسأله
هتروحي ولا هتقعدي
فأتسعت أبتسامة مهرة وهي تتذكر أجازتها
لا انا اجازه
وأشارت لمني بيدها
سلام يامدام مني
فضحكت مني وهي تطالع طيفها ثم عادت لعملها
......................
رفع جاسم عيناه عن الأوراق بعد دخول ياسر
مهرة مش عجبة رفيف خالص
وضحك وهي يجلس على المقعد الذي أمامه
النهارده الصبح فضلت تسألني ازاي بقيت مساعده ليك وبتشتغل في مكتبك انت مش حد تاني من مدراء الأقسام
فطالعه جاسم بحنق من تصرفات رفيف
رفيف مش عارف ليه حاطه مهرة في دماغها
فأبتسم ياسر وهو يخبره
بتغير منها
فتعجب جاسم من رد ياسر ..رغم ان ياسر موظف لدي جاسم الا ان خلال فترة عمله جعلت بينهم ود واحترام متبادل فأصبح ياسر عقل ومستودع أسرار جاسم كما ان ياسر قد رشحه السيد عماد له مما زاد ثقته به
رفيف بتغير من مهرة ازاي
وضحك بتعجب
طب تغير من اي حد تاني .. اما مهرة عجيبه
فطالعه ياسر وهو يحرك رأسه بأقتناع
انا فهمتها وجود مهرة فترة في الشركه وعقد عملها هيخلص
فتجمدت ملامح جاسم عندما تذكر ذلك الأمر ..فوجود مهرة جدد داخله أشياء كثيره
وأنتبه لسؤال ياسر
الذكري الخمسه لافتتاح مجموعة الشرقاوي بعد أسبوعين
.............
أتسعت عين ورد پصدمه وهي تري ذراع شقيقته تربط الرباط عليه برفق بعد ان دلكته بالمرهم
مهرة ايه اللي حصلك
فنظرت مهرة إليها تطمئنها بعد ان احكمت ربط رباط الضغط عليه
متقلقيش ياورد ده شرخ بسيط .. أسبوع وهبقي تمام
فأقتربت منها ورد ټحتضنها بقوه وقد نست أمر ذراعها .. فتأوهت مهرة بآلم ..لتبتعد عنها ورد بقلق
انا أسفه يامهرة مأخدتش بالي
فأبتسمت مهرة بحنان وهي تفتح لها ذراعها الأخر تضمها إليها
احكيلي ايه اللي حصل
وقصت لها ماحدث فورد ان لم تعرف ..ستنقلب الي مذياع قد علقت بطاريته
ففزعت ورد بما حدث لشقيقتها
ازاي يرموكي كده ..هما فاكرين نفسهم مين
فتمتمت مهرة بضيق وهي تتذكر كيف ألقوها
رموني ولا كأنهم بيرموا كيس زباله
وتابعت وهي تنظر لقبضة يديها
بس عارفه يابت ياورد انا اللي مريحني نفسيا اني ضړبت واحد فيهم بوكس في بطنه
فضحكت ورد علي سعادة شقيقتها الحنقاء من ضربها لأحدهم وقد نست مافعلوه بها
.....................
كان يبتسم مع كل كلمة تنطقها ..يتناول الطعام بمتعه
طعام رائع ..موسيقى هادئه .. واطلالة علي مياه النيل ووجه حسن كرفيف
كل شئ بها يفتنه ..قدومها جعل اضطرابه يزداد
ففي الفترة الماضيه شعر بأن لهفته بها أنطفئ بريقها اما الأن العين والعقل يرغب اما القلب به شئ راقد لم يعد يخفق
ومسح شفتيه بالمنديل بعد ان أنهي طعامه .. ونظر لساعة يده
فمسكت رفيف كفه بنعومه
مازالنا في العاشرة جاسم
ونظرت لساحة الرقص الفارغة
أريد ان نرقص
نظر أكرم پصدمه لوالدته وهي تخبره بأنها جلبت عريس لمهرة والعريس ما هو الا صبحي صديق والده ويماثله في العمر
انتي بتقولي ايه ياماما
وتابع بقسۏة
مش كفايه رمينهم كمان عايزه تتحكمي في حياتهم
فأمتعضت سهير من صراخه بها
ابوك موافق علي الجوازه .. واه نسترها
وتابعت وهي تحرك يدها على أساورها الذهبيه
وبعدين مالك زعلان كده ليه .. هو الحج صبحي في حاجه تتعايب ده جزار اد الدنيا
فتنهد أكرم بيأس قبل ان ينصرف من أمامها
ده فعمر أبوها
..................
الشاطئ الخاص بالمنتجع قد تم تجهيزه ..فأصبح المكان كلوحة فنية .. نظرت ورد للمكان بأنبهار وهي تمسك يد جواد
المكان جميل اوي
فتمتم معاذ وهو يتاول كف خطيبته حسناء
كل التجهيزات ديه بملاين.. المشروع ده يمتلكه السيد كنان ومستثمر تاني أماراتي
فطالعته ورد وهو يحادثها وكيف يحدق بخطيبته بهيام .. فمعاذ اليوم أتي بها هنا بعد ان أخبر كنان أمس بالأمر
وبعد ان علم كنان بخطبته كانت السعاده واضحه علي وجهه
هيا جواد نلعب ونترك العصفورين مع بعضهم
فأبتسم معاذ علي حديث ورد ..ليهتف جواد بطفوله
من هم العصفورين ورد
ليضحك معاذ وحسناء على فكاهة الصغير ..فتبتسم ورد له بحب وهي تسحب يده خلفها
عندما تكبر ..ستفهم بمفردك
وبدئوا يفترقوا .. ورد مع جواد يركضون علي الشاطئ برماله الناعمه .. ومعاذ مع حسناء يلتقطون بعض الصور هنا مبتسمين لبعضهم بحب
وكلما ألتفتت ورد حولهم يزداد تمنيها لهم بالسعادة
ومر الوقت وهم هكذا .. ويأست من قدوم كنان رغم ان جواد أخبرها أنه سيأتي فور ان ينهي عمله
ولم تنتبه للحفرة الصغيره التي فعلتها هي وجواد فور ان بدء مرحهم..فتعرقلت قدمها بها .. لتسقط علي وجهها
كان كنان قادم ..يبحث عنها بعينيه فقد لمح جواد مع معاذ وحسناء يصورهم وأتسعت عيناه بعد أن لمحها منكبه على الأرض
فأسرع راكضا نحوها وهو يهتف
ورد
وأصبح أمامه فوجدها تتألم قليلا
مابكي ورد
فتمتمت ورد بأرتباك
انا بخير لا تقلق
فجثي على ركبتيه.. وقد وجد بعض التراب علي وجهها ومد يده يمسحه لها ..فأنتفضت من لمسته
سيد كنان لا يصح هذا
فلم يعد كنان يفهم نفورها ... ولمعت عيناه بأتساع
وهو يجدها تربت علي حجابها ..ففهم أخيرا وأبتسم
وكاد ان يتحدث الا ان اقتراب معاذ وخطيبته وجواد جعله يتراجع
....................
نظرت مهرة الي شقيقتها وهي تعرج على قدمها
ايه اللي حصلك انتي كمان
فضحكت ورد وهي تجلس على الأريكة تفرد قدمها
ألتواء بسيط متخديش في بالك
وسمعت طرقات علي باب الشقة ..فنظرت مهرة لورد
طبعا هفتح انا
فأبتسمت ورد وهي تسترخي بجسدها علي الأريكه
اكيد مش هقوم وانا بعرج
وازداد طرق الطارق .. فذهبت لتري من وجدت حماده صبي الحاج إسماعيل
المعلم بيسأل مين اللي كان بيوصل ست ورد
وتابع بأنبهار وهو يتذكر ماركة السيارة
هو انتوا وصلتوا ولا ايه ياست مهرة ..
فألتفت مهرة نحو شقيقتها تحدق بها بجمود ..فهي تعلم ان الشركه توصلها الي أقرب موقف ثم تكمل هي بعدها حتى تصل إلي حيهم ..ف ألسنة الناس لا ترحم وخاصة هم
وتمالكت نفسها بعد ان وجدت ورد تنهض بصعوبه من علي الأريكة
ديه عربية الشركه ياحماده ..رجلي اتلوت ومكنتش عارفه أروح
فنظر لها حماده .. ثم تمتم قبل ان ينصرف
معلش ياست الأستاذه انتوا عارفين المعلم بيحب يعرف كل حاجه وبالذات لو شاف نوع عربيه لسا نازل السوق
وهبط الدرجات بحنق من معلمه الذي حين يري سيارة تعجبه يتلهف في فحصها
وأغلقت مهرة الباب لتنظر لورد التي اخفضت عيناها أرض
انا أسفه يامهرة .. انا والله طلبت من السواق ينزلني على أول الشارع بس السيد كنان امره أنه ينزل عند البيت
لتتنهد مهرة بضيق
متصلتيش بأكرم ليه يجيبك
فضاقت عين ورد بآلم
تليفونه كان مقفول
وعندما وجدت دموع ورد تنساب اقتربت منها بلهفة وضمتها إليها
انتي عارفه انا بثق فيكي ازاي ياورد ..بس ڠصب عني ياحببتي
وربتت علي ظهرها بحنان وهي تقضم علي شفتيها بقوه
انا اللي يجيب سرتك بحاجه وحشه أقطعه
فرفعت ورد عيناها الدامعه وهي تبتسم لشراسة شقيقتها حينما يتعلق الأمر بها
.................
نظرت مهرة الي هاتفها وهي لا تصدق ان من كان يحادثها منذ قليل يطمئن عليها جاسم الشرقاوي
وفاقت من مطالعة هاتفها علي جرس الباب .. فنهضت بملل فورد بعملها رغم أنها طلبت منها ان تستريح ولكنها أصرت على الذهاب... اما هي قررت ان تجلس بالبيت وتأخذ أجازتها
وفتحت الباب لتتسع عيناها وهي تجد زوجة أبيها وابيها أمامها
ودخلت سهير دون ان تنتظر منها ان ترحب بوجودها... لينظر عزيز ل مهرة
ازيك يابنتي
فطالعته بجمود وقد تجمدت مشاعرها نحوه
بخير طول ما انتوا بعاد عني وعن أختي
لتشهق سهير وهي تلوي شفتيها
شوف بجاحة البت حد يقول لأبوه كده ..
ثم تمتمت ساخرة
فعلا زينب عرفت تربي
لتلتف نحوها مهرة وهي تضغط علي أسنانها بقوه..فتتراجع سهير