رواية لحن الحياة. بقلم سهام صادق
للحجاب
دعت لوالدته بالرحمه ودعت لشقيقتها بالسعادة ودعت لاكرم كما رغب وأيضا رقية وريم ورمرام
ودعت لنفسها كثيرا ان تسير في الطريق الصحيح وتجد سعادتها ودعت لجاسم كثيرا لدرجة تعجبت من نفسها وانتهت رحلتهم في الأراضى المقدسه
وتفاجأت في المطار بتوجه رحلتهم الجديدة
احنا مش رايحين علي مصر
لاء هنروح مكان هادي وجميل
فتسألت
فين عند ورد
فضحك وهو يسير بها متشابكين الايدي فلا توجد اي ملامح لرحلتهم الجديده ولم يجيب عليها واتسعت عيناها وهي تجده ينهي الإجراءات وعلمت بوجهه رحلتهم
ايه المادليف !
رغم ارهاقها من رحلة السفر الا أن عيناها زادت اتساعا وهي تري مظاهر الجمال الطبيعي في ذلك المنتجع السياحي الذي يطلع علي المياه مباشرة ...
لتجد جاسم يقف خلفها
الجو هنا جميل جدا ..
فألتفت له بسعاده كالأطفال
عمره وجزر المادليف .. انت الفانوس السحري ولا ايه
فضربها جاسم برفق علي جبهتها
لاء انا عفركوش اللي كان جوه الفانوس
فضحكت وهي تتثاوب
بس برضوه مش هتنازل عن الغردقة
الصبر من عندك يارب
ووجدته يخرج ملابسه ويتجه نحو المرحاض ..فقذفت بحذائها واتجهت نحو الفراش لتغفو في دقائق معدوده دون ان تبدل ملابسها
نظرت رقية الي والدها پصدمه
عريس مين اللي متقدملي يابابا
فأبتسم والدها بسعاده
ابن صديق ليا شافك معايا في مناسبه
لتتجمد ملامحها وهي تتمني في تلك اللحظه مراد
فصمتت للحظات وهي تتذكر كل ما مرت به وأرادت ان تثأر لكرامتها من مراد
شوف اليوم اللي يريحك انت يابابا
فضمھا والدها بسعاده غير مصدقا ان صغيرته قد كبرت
مدت ذراعيها على الفراش لتنهض بفزع فجاسم بجوارها بصدر عاري فشهقت وتجمدت ملامحها بعد ان رأت نفسها ترتدي ملابس غير التي غفت بها
اصحي قولي مين اللي غيرلي هدومي
فأستيقظ جاسم بفزع وتنهد بحنق
العفريت يامهرة ارتاحتي
فضړبته علي صدره
مصحتنيش ليه .. وازاي نايم جنبي كده
وأخذت تعول كالأطفال
بس خلاص ..اللي يشوفك وانتي پتصرخي مشوفكيش وانتي كنتي حاسه وانا بغيرلك هودمك
فأتسعت عيناها وهي تحك علي رأسها غير مصدقه
فأبتسم بمكر وهو يعلم أنه كاذب فهي من شدة ارهاقها لم تشعر به وهو يبدل لها ملابسها
زي الحلم كده يامهرة
وغمز لها بوقاحة وهو يتناول التشيرت خاص به ويرتديه
لترتبك وتشيح عيناها عنه وهي تعصر عقلها بأن تتذكر اي شئ .. فذلاتها أصبحت كثيرة معه تلك الأيام
سارت خلفه وهي تنظر لروعة المكان .. كانت تتعثر بخطواتها في الرمال الناعمه من شدة اندماجها في مطالعة جمال الطبيعه .. فألتف نحوها وهي يزيح نظارته عن عينيه
خدي بالك
وعلى أثر تلك الكلمه سقطت فوق الرمال لتصرخ بحنق
لاء كده كتير
فضحك جاسم وهو يمد يده لها
سبحان الله كل مابتزعليني بتحصلك حاجه
ورفع حاجبيه ضاحكا
انا بركه
فدفعت يده بعيده ونهضت بمفردها وهي تتمتم داخلها
اظاهر كده
وحدق بها ليجدها تزم شفتيها كالأطفال ثم اكملوا سيرهم
ونظرت الي المنشفة التي يضعها علي كتفه.. فهيئته تدل على أنه سيسبح
انت هتعوم
فنظر حوله بأسترخاء وهو يجلس على أحد المقاعد الخشبية الموضوعة علي الشاطئ وتسطح قليلا
اكيد يامهرة
فجلست علي المقعد الاخر تطالع جمال الشاطئ لم يكن بتلك الساعه الكثير من السياح فكان المكان هادئ
ورن هاتفها لتجد رقم ورد فهتفت بسعاده
ديه ورد
ونهضت من جلستها لتسير بعيدا قليلا
لتحادثها وتخبرها
عن بعض المشاعر التي تشعر بها حاليا
وعادت بعد دقائق لتجد أحدهم يضع أمامها مشروب به فواكه تزينه عند فوهته ..وجاسم ليس موجود فألتقطت التشيرت الخاص به ونظرت حولها ثم جلست تخرج من حقيبتها الصوفية كتاب وقررت ان تستمتع وتندمج
واتسعت عيناها وهي تجد البعض بدء يتوافد علي الشاطئ فتمتمت براحه
الحمدلله جاسم مش هنا .. الثواب ضاع اه
ووضعت الكتاب أمام عينيها بحنق واندمجت في القراءة
وبدء هواء البحر ينعشها بل وأفاد مزاجها.. وشعرت بالاسترخاء وهي تعيش مع سطور الكتاب الذي بين يديها ولكن هل يترك أحد هذا النعيم وينسجم في القراءة .. وزفرت أنفاسها بحنق ثم جذبت كأس العصير الخاص بها وأرتشفت منه بتلذذ
بحر وعصير مش عارفه اسمه ايه وف جزر المدليف كمان .. انا اكيد بحلم
وارخت جفنيها بمتعه ونسمات الهواء تداعب وجنتيها
واتسعت عيناها وفتحت فاها كالبلهاء وحدقت بالجسد الذي يخرج من المياه وينفض خصلات شعره .. ومع كل خطوه كان يخطوها خارج مياه البحر ..كان قلبها يخفق بقوه
هل هذا الرجل هو جاسم زوجها .. ولمعت عيناها
وألتفت نحوها ..لتجد احداهن تحدق به بل وتعبث بشعرها الأشقر وتتجه نحوه بجسد رشيق لا يستره الا قطعتين
هدفها أصبح بأتجهين مع تلك التي تتجه نحو زوجها برغبه ومع زوجها الذي يستعرض وسامته ولياقته دون شعور منه
لتلطم وجهها كي تفيق وألتقطت المنشفه التي بجانبها وركضت نحوه تشير له بالمنشفه
جاسم ... جاسم
فأبتسم وهو يجدها تركض اليه... ووقفت أمامه تحيطه بالمنشفه وعيناها علي الشقراء التي طالعتها بضيق فقد خيبة امالها
استر نفسك .. استر نفسك
يتبع
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
الفصل الثاني والثلاثون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
ازاحها عنه برفق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي ما تفعله وتنهد بيأس
استر نفسك ايه يامهرة .. استري انتي لسانك ومتنطقيش خالص
وابتعد عنها ضاحكا .. ثم عاد لها يأخذ منها المنشفه
هتفضلي وقفه كده كتير
فعقدت ساعديها بضيق وطالعته بنظره غاضبه
روح شوف طريقك .. وانا هشوف طريقي بعيد عنك
وابتعدت عنه تزفر أنفاسها بقوه .. وألتفت نحوه
وياريت متجيش ورايا
فضحك بصخب وجذبها نحوه
طريق ايه ده يامحنونه اشوفه .. مهرة احنا مش في مصر غير ان الانجليزي بتاعك ماشاء الله
وتابع ساخرا
فعقلي كده ياحببتي .. وخلي طريقنا واحد لحد مانرجع مصر
انا عايزه اتمشي شويه ممكن
فمال نحوها هامسا
عنيا ليكي تعالى بس نرجع الشالية بتاعنا .. اخد دش سريع واعملك اللي انتي عايزاه
فنظرت حولها بأرتباك .. وداخلها ټعنف نفسها على هذا الضعف الذي أصبح يسيطر عليها أمامه .. وسارت معه بهدوء وهو يبتسم علي ما وصل به معها الي الأن
...........................
نظرت فريدة إلي الطعام بضيق ... ومسحت فمها بتذمر
هل سنظل كثيرا نأكل من هذا الاكل
فنظرت ورد لطبقها بصمت ..ليطالع كنان والدته بضيق
ما به الطعام فريدة خانو ... لم اكل مثله في حياتي
ورفع يدي ورد يقبلهما بحنان
سلمت يداكي حبيبتي
لتتأفف فريدة بحنق وهي تطالع ابتسامة ورد وسعادتها بتدليل ابنها لها .. كنان ابنها الذي لا يعرف معني المشاعر ولم يفكر يوما الا بعقله أصبح عاشق متيم بفتاة لا تري بها شئ فاتن
طعام به دهون كثيرة .. منذ متي وانت تأكل مثل تلك الاطعمه ... زوجتك يبدو انها نست بأنها في مجتمع آخر وبطبقة أخرى
وعندما رأي نظرة زوجته الحزينة .. نهض پعنف من علي طاولة الطعام
كفي فريدة خانو... بما ان بيتي لا يعجبك العيش فيه عودي لمنزلك
وتابع وهو يقبض على يديه بقوه
لا تقلقي لقد دفعت كافة تكاليف تصليح بيتك
وتابع ساخرا
بيتك وعشيقك ينتظروكي
لتتجمد ملامح فريدة وهي تنهض وتمتمت بأرتباك
عشيق من
فأقترب منها بآلم بعد ان رأى الصدمه في عين زوجته وسمع شهقتها
علاقتك مع الشوفير فريدة خانو ..كنتي تظني انني لا اعلم بالأمر
فأشاحت فريده عيناها بعيدا عنه .. ونظرت إلي ورد التي وقفت لتصعد نحو غرفتها
اتطرد امك من منزلك كنان .. هذا ما ترغب به زوجتك أليس كذلك
وانصرفت پغضب بعد ان رمقت ورد بعدها بنظرة لائمه... وفور ان اتجهت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ابتسمت بمكر
اعلم ان الغبية ستطلب منك ابقائي
وفور ان انصرفت اتجه كنان نحو غرفة مكتبه واغلق الباب خلفه بقوة ...لتنظر ورد حولها بطيبه متردده
اتذهب الي والدة زوجها تطيب خاطرها رغم ماتفعله بها
ام تذهب لزوجها وتحايله كي لا يغضب والدته ويطردها هكذا
وحسمت الأمر سريعا وأتجهت نحو غرفة المكتب بخطوات بطيئه تفرك يديها بتوتر
واطرقت باب الغرفه ثم دلفت للداخل واقتربت منه هامسه
كنان
فأغمض كنان عيناه بآلم ..سنين يجاهد نفسه بأن يتحمل فسق والدته ولكن والدته لا تتغير لا تحترم سنوات عمرها الي الآن يسأل نفسه كيف تكون هذه اما
اليوم خجل من نظره زوجته وهي تسمع فخر عائلتهم الذى يغطيه بأمواله
مهما فعلت كنان فهي والدتك .. انصحها بالرفق... ادعو لها ..الله وحده يحاسب عباده هي والدتك اتعلم ما تعي تلك الكلمه
فألتفت نحوه مبتسمه .. ورفعت قدميها لتعانق عنقه بيديها
لن أصعد زوجي الوسيم
وقبلته برقة علي خده وداعبت وجهه بوجهها ..فأبتسم بلين
ورد اصعدي لغرفتك .. هيا
فقبلته على خده الأخر .. وهي تحرك شفتيها بأمتعاض
لن أذهب واتركك في هذا الظلم
ورفعت حاجبيها بمشاكسه
اشعر بأن هذه الغرفة بها عفريت
ما الامر ورد تحادثيني بلغتكم حين تمزحي ..
فضحكت بمتعه
أخبرتك انني سأعلمك لغتنا بأسرع وقت
وداعبته
سأجعلك مصري اب عن جد كنان
فضحك هو بمتعه .. فقد أصبحت تعجبه اللغة العامية الخاصه بوطنها ومال نحوها بمكر
بمناسبة الاب .. أريد طفلا ورد
فخجلت واخفضت رأسها ليرفع وجهها نحوه بعشق
هيا نصعد لغرفتنا
فأشتعلت وجنتيها خجلا وتمتمت برجاء
أذهب اولا لوالدتك لتطردها من منزلك كنان... يوما ما سيصبح لدينا أبناء هل تريد ان يفعلوا بنا هذا
فتلاشت ابتسامته... والدته تصنف ام
هيا كنان أذهب لها .. من أجلي
فعادت ابتسامته ترتسم مجددا علي شفتيها لتلمع عيناه بخبث
سأذهب ولكن بشرط ورد
فحدقت به منتظره سماع شرطه
ترقصي لي ورد
.....................
منذ ان عادوا من الشاطئ وتناولوا طعام الغداء وهم هكذا هي تجلس على الفراش بتأفف اما هو هاتفه لم يكف عن الرنين والأن جالس يطالع بعض التقارير والايميلات علي الحاسوب الشخصي
وتسألت بهمس فهو يحادث ياسر علي أحد برامج الصوت والصورة
هننرل ننمشي على الشط أمتي
فتمتم وهو ينهض من فوق الاريكه
ثواني يا ياسر ورجعلك
واقترب منها معتذرا
ساعه بس ونخرج ... اطلبي اي حاجه اشربيها واطلعي البرنده اتفرجي منها الجو تحفه
وعاد إلى عمله مجددا ..
لهتف بهمس مرة أخرى
خلاص اخرج انا لوحدى
فوجدت يحدق بها بقوه .. لټضرب الفراش بحنق
ايه التحكم ده بقي
فأبتسم رغما عنه على تذمرها الذي يشعرها أحيانا بأنها طفله صغيرة
واندمج في عمله حتى أنها تعجبت من جلوسه دون ملل ونهضت أخيرا من فوق الفراش وقررت ان تفعل ما أخبرها به فالهواء