روايه ورد الجناين مكتمله بقلم الكاتبه ميمى عوالى
انت في الصفحة 1 من 15 صفحات
1
ورد الجناين
الفصل الاول
طلقنى ياحكيم
حكيم بذهول أطلقك ! انتى اتجننتى ياورد طلاق ايه اللى بتتكلمى عنه بعد السنين دى كلها
ورد بهدوء شديد وعشان خاطر السنين دى كلها بقوللك طلقنى
حكيم پغضب ممكن تفهمينى ليه دلوقت
ورد وهى مازالت على هدوئها اسمع ياحكيم السبب الرئيسى لجوازنا وده لو كان اسمه جواز فخلاص انتهى انت اهوه حبيت وهتتجوز وهيبقى لك حياتك انا كمان انا كمان فى حاجات كتير فى حياتى نفسى احققها وطول مانا على ذمتك مش هعرف احقق ده
حكيم بعصبية وايه بقى أن شاء الله اللى مش هتعرفى تحققيه وانتى على ذمتى يا ورد
لتنظر ورد بعينى حكيم وعيناها تحمل بعض العتاب والألم وتقول عاوزة احضر الرسالة بتاعتى عاوزة اروح البعثة اقوللك عاوزة احب واتحب ياحكيم عاوزة اعيش عاوزة يبقى لى زوج بجد وأسرة وأطفال انا مش مصدقة انك انانى كده انا عمرى ما وقفت فى طريق سعادتك حتى لو على حسابى ليه انت واقف فى طريقى وطريق مستقبلى
ورد وقد بدأ الڠضب يتملك منها وانا مش عشان انانيتك هعيش متراهبنة طول عمرى لأ ياحكيم انا كمان من حقى انى اعيش زيك بالظبط
قالت له دون أن تنظر إليه متهيألى كده لما تطلقنى ماحدش هيقدر يجيب سيرتك بكلمة انا عاوزة ورقة طلاقى تبقى معايا الصبح عشان اقدر اجهز ورق السفر وااه مبروك على الجواز ربنا يهنيك
ليجلس حكيم وهو يعبث بشعره ويلعن نفسه تحت أنفاسه على مافعله ولكن فات اوان الندم وان كان من الممكن جبر بعض الكسور إلا أن البعض الآخر لا يصلح جبره
حكيم ورد
لتلتفت ورد على صوته ولكنها تظل ثابتة مكانها حتى أتى إليها وعندما وقف أمامها قال ماقدرتش امنع نفسى أنى اجى اودعك
لتنظر له ورد فى صمت دون أن تتحدث إليه ليقول مرة أخرى انا عارف انى ظلمتك وعارف انك ماسامحتينيش لكن عارف ان قلب ورد عمره مابيفضل زعلان من حكيم كتير سامحيني ياورد انا فعلا كنت انانى فى اللى عملته بس مش عاوزك تبعدى وانتى ڠضبانة منى بالشكل ده
حكيم اسامحك ! ده انتى احلى حاجة حصلت فى حياتى ياورد الجناين بس انا كنت غبى واعمى وماعرفتش قيمتك من بدرى سامحيني
لتنظر له ورد نظرتها اللائمة التى قد اعتاد عليها من مدة طويلة وقالت ربنا يسامحنا كلنا ياحكيم
ومضىت فى طريقها تاركة إياه يلوم نفسه على سنوات ضاعت وعلى عمر اخر سوف يضيع فى البعاد
على الطائرة وبعد إقلاعها تنظر ورد من نافذتها على بلدها وهى تبتعد عنها ودموعها ټغرق عينيها كالشلالات وتربت بيدها على بطنها هامسة أن شاء الله هنبقى بخير وراحت تتذكر كل ما قد كان
وقد كان فلم تمض سوى خمس سنوات واختطف المۏت خليل لتنتقل ورد إلى كنف عمها عتمان والذى كان مع قوة شخصيته يتمتع بحنان كبير كزوجته حكمت والتى كان يحبها ويكن لها احتراما كبيرا حتى أنه قد أسمى ابنه حكيم كناية عن اسمها والذى كان يبلغ من العمر خمسةعشر عاما عند وصول ورد إلى منزلهم بعد ۏفاة عمه ولديهم أيضا صفية الاخت الصغرى لحكيم والتى تكبر ورد بسبع سنوات ولكن بوصول ورد إلى منزل عمها كان الجميع يتعامل معها كقطعة الحلوى المغلفة وكانت مدللة الجميع واهتم عمها بتعليمها كما اوصاه أخاه وكان حكيم وصفية يقدمان لها كل الدعم وخاصة حكيم الذى كان يدللها كأنها ابنته وكان دائما يناديها بورد الجناين والتى كانت تسعد عند سماعها لهذا اللقب من الجميع عامة ولكنها كانت تسعد أكثر بكثير عند سماعها اياه من حكيم خاصة
وكم كان حزنها عندما أصر حكيم على الذهاب للقاهرة والاستقرار فيها فقد اتفق مع صديق له على افتتاح مكتبهم الخاص للمحاماة ولكن حكيم وعدها بأنه سيحادثها كل يوم وسيقوم بمراجعة دروسها معها على الهاتف وسوف يأتيها كلما استطاع أن يوفر وقتا لذلك
كان دائما يشجعها فى دراستها وتفوقها الشديد الذى كان يحسدها عليه الجميع حتى كانت نتيجة امتحاناتها بالثانوية العامة والتى حصلت على مجموع يؤهلها لدخول كلية الطب جامعة القاهرة ليبدأ التحول بمحور حياتها
فلاش باك
ورد پبكاء بقى بعد كل التعب ده ياعمى مش عاوزنى اروح الجامعة
عتمان ياحبيبتى انا ماقلتش كده ابدا انا بس مش هقدر ابدا اسيبك تروحى تقعدى لوحدك فى مصر
ورد طب ماهو حكيم هناك هياخد باله منى
لينظر لها عتمان بسعادة وكأنه قد وجد مصباح علاء الدين فينهض من مكانه آخذا ورد باحضانه وهو يربت على كتفيها ويقبل جبينها قائلا خلاص يا ورد سيبينى بس النهاردة افكر ازاى ممكن اعمللك اللى انتى عاوزاه بس على شرط
لتتعلق ورد بعمها قائلة بلهفة اؤمرنى ياعمى
عتمان اللى اقول عليه يتنفذ بالحرف الواحد من غير نقاش
ورد وانا من امتى بكسرلك كلمة ياعمى
عتمان وهو يربت على أكتافها هى دى ورد بنتى حبيبتى
ليعرض عليها عمها فى اليوم التالى زواجها من حكيم والسفر معه إلى القاهرة وكم كانت سعادتها وقتها لمكوثها مع حكيم فى منزل واحد حتى أن سعادتها بهذا الأمر قد تغلب على سعادتها بدخول الجامعة
وقد أقام لهما عمها زفافا يليق بعائلتهم ومنزلتهم الاجتماعية والمالية واصر حكيم على سفرهم إلى القاهرة ليلة زفافهم وهى برداء زفافها ورفض أن يظل ساعة واحدة وأقنع أباه بأن ورد مازالت صغيرة وأنه لا يريد أن يخيفها أو يضغط عليها بتقاليدهم