الأحد 24 نوفمبر 2024

خيوط الغرام بقلم دنيا ابراهيم

انت في الصفحة 2 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

فيكي اللي مكفيكي !!
تسارعت للنوم حتي لا تتذكر ذلك الشاب الرائع ذو العيون البريئة الطاهرة والتي تشبه الي حد كبير عيون العسل ذلك من لم تسنح لها الحياة معه كثيرا او تسنح له الحياة اطلاقا !!...
مصير قاسې علي يد من ترفض ان تطلق عليهم لقب بشړ او انسان بل هم وحوش بلا قلب او رحمه يلطخون الدين و الشرف بأيديهم وافعالهم القڈرة !!
فرت دمعه ترفض السكون لتشعر بذراع هش يزيد من ضغطه عليها وصوت ملائكي برئ يردف...
انتي لسه خاېفه من الضلمه !!
لا يا حبيبتي طول ما انتي معايا مفيش ضلمه خلاص !!
مسحت فريده بكفها الصغير وجهه شروق قائله ....
بحبك اوي يا سيري !!
وانا كمان يا حبيبتي !!
قبلتها شروق مره اخيره قبل ان يغوص الاثنان معا في نوم عميق !!
.....................................
اما هو فقد وقف يراقب دخول طفلته اليها كعادتها بقلب ېنزف علي براءتها المناجية لأم لها متناسيه...
فلم يجد في قلبه ان يوبخها ويمنعها عن اللجوء لشروق .....
دلف بقلب متعب الي غرفته التي بات يكره كل تفصيل بها يذكره بعلاقته بفاقدة الامومة .... اخذ سلسله مفاتيحه واحكم النوافذ قبل ان يغلق باب الشقة بأحكام للصعود الي اعلي للنوم .....
وهو يفكر الي اين سينتهي بهم الحال !!
..............................................
في الشقه المقابلة لهم .........
جذب يزيد نفس عميق يتمني لو يملئ به ذاته و يفرغه بكل همومه و مخاوفه الي الخارج متمني مضي تلك المحنه المقيتة او ان يعالجها الله بتعقيل زوجته الخرقاء التي تحارب لإبعاده بسبب عدم انجابها وكأن في ذلك نهاية الحياة 
ارتفعت شفتاه في ابتسامه يحرص الا تفارقه في وجودها ليدلف إلي شقة الزوجية التي تجمعه بمن تملك كل ذره بقلبه سلمي ... 
وجدها جالسه تشاهد التلفاز بنظرات يجزم انها تخترق الجهاز الالكتروني سارق عقول البشر وانها لا تري حركه واحده مما يحدث من مشاهدة أحدي الافلام الاجنبية و عقلها منشغل بطرق جديده تتفننها لإبعاده !!! 
مساء الخير ياحب عمري !
نظرت له بخضه واضعه يدها علي صدرها و عيناها تلتمع بشوق
تكتمه داخلها سريعا باحترافيه قاسيه فتدرسها عيونه المتربصة الملاحقة لكل رمشه تطرف منها لتردف بجمود عاهده منذ سته شهور و لم يتوقع غيره ....
ايه قله الذوق دي خضتني يا بني ادم !
تجاهل نبرتها الجليدية وهو يقترب محافظا علي ابتسامته فيميل عليها يخطف قبله من وجنتها الحمراء محبطا محاولتها بالفرار منها ليقول بحنان... 
حقك عليا يا زلومتي هاخد بالي المره الجايه !! 
كزت اسنانها بحنق بالغ علي الاسم الذي اكتسبته منذ مده وهو يشتكي قله ابتسامتها و كثرة اظهارها لوجهها العابس امامه لتتحول من سلومتي الي زلومتي ومن سيء الي اسوء !!....
قولت مش بحب الاسم المزعج ده انت قاصد تضايقني !!
تغيرت ملامحه فجأة ليميل بشقاوة عيناه سر ذوبانها به عشقا وهياما ....
تشنج جسدها بتوجس و قد توترت كل عضله بها من اقترابه منها لتردف وهي ترغم انفاسها علي الانتظام !!
ايه !!!!
ارتفعت شفتاه بابتسامه مشاكسه يملأها الاڠراء و هو يعض شفتيه السفلي قائلا بعفويه ...
ايه ريحه البرفيوم ده !!
قالها وهو يمرر انفه علي رقبتها لتزداد قشعرة بدنها ودقات قلبها فترفع يدها تدفع صدره بتوتر .
ولكنه لم يمهلها الوقت وهو يهبط بفمه ويحضن شفتيها بشفتيه و يعتصر وجهها الاحمر بين راحتيه و كالعادة تخمد مقاومتها سريعا بعد عده لحظات .....
فتتركه يروي ظمأ عاشقان احدهم يحارب القدر و الاخر يحارب للانصهار ....
فينتهي الامر بدوامه من العشق ....
الفصل الثاني ......
لا تعلم كيف وصلت سلمي الي فراشهم وانتهت بين ذراعيه محاوله التقاط انفاسها من هول مشاعر يفرضها عليها ....
ولكنه بالطبع الخبير في تغييب عقلها للاستسلام اليه اليس هو الحبيب الذي دام حبها له سبع سنوات قبل ان يتوج بزواجهم .....
اغمضت عيناها وهي تعيد السنوات الأربعة التي قضتهم زوجه له كم عاشت بها اسعد اوقاتها معه و كم سعي لإسعادها و حمايتها خاصة من تهكمات والدته واخته المؤلمة عند ذكر عدم امكانيتها للإنجاب او نعتها بالأرض البور فيزبل قلبها رويدا رويدا ....
شعرت بحزنها يعود پحده و يتجمع خلف جفونها پألم لتتخذ القرار بأبعاده عنها حتي يتزوج باخري ويحصل علي الابن الذي يتمناه ذويه و يتمناه هو في

السر كأي رجل !!!
هل ما تفعله الان بين ذراعيه يسمي ابعاد !!!!!!!!!!
اين حبها له و امنيتها له بالسعادة و انجاب الخليف !!!!
كان هذا اخر ما روادها وهي تنفض ذراعه من علي جسدها الشبه عاري لتحكم الغطاء الناعم عليها متجاهله النظر لوجهه حتي لا تنطفئ عزيمتها من نظراته الحزينة و المحبطة و الخذلان الذي يظهر جليا علي وجهه مع كل دفعه منها....
اطبق يزيد اسنانه بشده علي شفتيه يتنفس من انفه ها هي تفيق من دوامه عشقهم لترمي بالرفض و الاشمئزاز في وجهه ....
يعلم انها تتعمد ذلك ولكنه لا يستطيع ان يبعد ذلك الشعور بالإهانة لرجولته و الحړقة بداخله بانه شخص قذر يقوم باستغلال حبها وليس زوجها و شريك الحياه ليزفر پغضب وهو يضغط بكفيه علي عينيه متمتا....
هتفضلي تكسري فيا لامتي يا مالكه النفس و الروح ....
اما هي فقد استسلمت لدموعها والماء الحارق ينساب علي جسدها وتدعو في سرها نجاح خطتها وانتهاء ذلك العڈاب سريعا لتتمتم بحزن وقهر....
كنت فاكره نفسي قويه بس واضح اني هنتهي ببعادك عني ابعد بقي و سيبني لعذابي لا طايله راحه ولا طايله بعاد .....
.............................
اليوم التالي ....
في شقه ظافر .......
استيقظت شروق لتجد نفسها وحيده في غرفتها علي رنين هاتفها اعتدلت لتجيب....
الو !
انتي لسه نايمه ! قومي انا زهقانه !!
عايزة ايه يا سلمي !!
وحشتيني !!
وحشتك انا كنت لسه معاكي يا مجنونه !!
قومي يا نكد ايه القرف ده علي الصبح انا غلطانه اني جبتلك نوتيلا وكنت هخمسها معاكي اول ما يزيد ينزل ظافر نزل مش كده 
فركت شروق عيناها وهي تستقيم پحده ....
مش عارفه هشوفه واتصل بيكي بس هو غالبا مشي انتي عارفه بينزل علي طول مع مروان يدوبك يدي النصايح و الوصايا العشرة ليوسف و ينزل كأن يوسف ولي امري انا وفيري مش العكس يلا المهم ثانية وتكوني قدامي بالنوتيلا !!
خرجت ضحكه من سلمي جارتها في الشقة المقابلة وزوجه يزيد والذي يصادف كونه صديق ظافر المقرب بجانب مروان الصديق الثالث
في الدور الأعلى المقابل للشقة التي شهدت بدايه حياتها الزوجية ونهايتها معا ....
والتي يصادف بقاء ظافر بها وقضاءه لليل حتي اشعار اخر تفرضه حياتهم او بمعني اخر مجيء ذلك الطفل بداخلها !! ....
ماشي هستني اتصالك !!
اغلقت شروق الهاتف و مطت ذراعيها تحاول اخراج الوخم من جسدها لتقرر الخروج و رؤيه الاولاد فالساعة تشير الي العاشرة 
لابد انه توجه للعمل في طريق مروان ذلك الصديق اللطيف غايه في الرقة و لايزال اعزب رغم انه يكبر ظافر بسنه علي حد علمها ولكنه دائما ما يثني عليها ويواسيها بكلمات قليله و كأنها شقيقته !! ....
تأففت وهي تشعر پألم قدميها ما ان ارتدت خفها البيتي لتمط شفتيها بحنق وتقرر عدم ارتداءه و الانضمام للطفلين الرائعين بالخارج ...
لابد انهم يتحرقون شوقا لإيقاظها و لكن تحذيرات ظافر لهم عن عدم ازعاجها اذا غفت ولو ثوان تقف حائل بينهم .......
ابتسمت رغما عنها لتختفي تلك الابتسامة سريعا ارتكزت بجسدها علي احدي المقاعد بجوارها وقلبها يدق پعنف و خجل !!
لما لم تتذكره !! 
و لم يكن هو اول تفكير طرأ عليها ما ان استيقظت كما يحدث في الشهور الثمان الماضية فقد كان هو اول واخر تفكير يجول بخاطرها حزنا علي فقدانه و فقدان فرصتها في الحياة وندبا علي تيتم طفلها !! ......
شعور قاسې بطعم مراره الذنب ملئ فمها لتزفر محاربه دموعها وهي تحاول تمالك نفسها للخروج للأولاد ....
مرت دقائق طويله قبل ان ترتسم ابتسامه حزينة علي وجهها و رفعت عينيها الي الاطار الكبير المعلق ڼصب فراشها بصوره شاب بالغ الوسامة بعيون مشاكسه وابتسامه يملئها التفاؤل وعنفوان الشباب .....
ابتسامه لطالما اجبرتها علي الابتسام ......
فلاش_باااااك.....
يا الف اهلا و سهلا ... نورتونا والله !!
قالت والدة شروق بابتسامه واسعه وهي تشير للعريس المتقدم لابنتها و ابن عمه بالجلوس !!
بنورك والله يا طنط كلك ذوق اكيد شروق طلعه بشوشه لحضرتك !!
قال يحيي بعيون مرحه ذائعه وقلبه يتراقص بحماسه ....
قاطعهم صوت ظافر وهو يمسك يد يوسف الصغير ....
امسك ايد فريده اختك و اقعد هنا قدامي !!
وجهت والده شروق حديثها اليه لتردف بسلاسة ...
يوة سيبه ياابني يلعب الاولاد احباب الله ... ميهمكش حاجه !!
ابتسم لها ظافر بأدب دون ان يجيب ...
تنحنحت السيدة لتردف ...
انا هدخل انادي شروق !!
ما ان اعطتهم ظهرها حتي اتسعت ابتسامه يحيي ...ولكنها سرعان ما اختفت وهو يلاحظ جلوس شقيق شروق علي المقعد امامهم دون ان ينطق بحرف ...
سعل بخفه وهو ينظر بريبه الي ظافر الذي رفع له حاجبه يأمره خلاله بسخريه ان يهدأ قليلا....
بابا عايز اعمل بيبي !!!
تنهد ظافر قبل ان يلتفت ليوسف و يردف بخفه....
طيب استني طنط تيجي الاول !!
هز يوسف رأسه بالنفي بحرج طفيف وبراءة لمست قلبه ليبتسم له قليلا قائلا لشقيق شروق العابس ....
الحمام منين لو سمحت !!
وصف له الطريق وكاد يدلف

ظافر الي المرحاض مع ابنه ولكنه اصر علي الدخول بمفرده ...
اقف انت هنا يا بابي !!
هقف جوا معاك !!
رفع ذقنه بكل عجرفة يمتلكها طفل قائلا ...
لا طبعا انا مش صغير !
كاد يبتسم ظافر لولا حرج الموقف ليردف...
دخلني معاك و هديك ضهري !!
عقد ساقيه وكأنه يتمالك نفسه بطريقه سحريه ليردف برفض وهو يمط حروفه...
لوحدي !!
اتفضل يا استاذ يوسف لوحدك ..بس خد بالك احنا مش في بيتنا اوعي تعمل حاجه غلط !!
هز رأسه بالموافقة ودلف سريعا الي الداخل مغلقا الباب في وجه ابيه ...
فرك ظافر ذقنه يرغب بالضحك فهذا الصغير ذكره بنفسه مع والدته رحمها الله لا يزال يذكر بقوة رفضه للاستحمام بيدها منذ ان كان في السادسة من العمر !!
سمع همهمات قادمه من اخر الرواق الذي يقف به لينفتح باب يفصله عنه بضع خطوات وتخرج شابه بملامح رائعة تطغو عليها الرقة والأنوثة .... 
تسمر مكانه وانحسرت انفاسه في صدره بذهول اغلقت الباب بمشاكسه مانعه ايا كان معها بالداخل من الخروج ....
لابد انها شعرت بنظراته المتفحصة ...
لأنها رفعت عيونها بتوجس لتهاجم نبض قلبه المتهالك بعيون خضراء مكحله بدقه لإذابة القلوب....
اتسعت تلك العيون پصدمه واختفت بسمتها الطفولية و اكتست وجنتها باللون الاحمر ....
لا تصدق انها خرجت بكل عفويه لتري العريس المتقدم لها
امامها والتي لم تتوقع طوله و وسامته الحاده التي اربكتها بشده وتلك العيون

انت في الصفحة 2 من 28 صفحات